لماذا يحتاج أطفالنا إلى تنمية التفكير الناقد في ظل التغيرات المتسارعة؟

بقلم ضيفة موقع دار أسفار: أ.زهراء الدخيل

معلمة رياض أطفال ومدربة ومهتمة بعالمهم الجميل.

لو تحدثنا عن أهمية التفكير الناقد بشكله العام لوجدناه ضرورة مُلحة يحتاجها الكبير والصغير، ولو عرفنا مدى احتياجنا كأفراد إليه لأدركنا مدى أهميته.

ولكن ما التفكير؟ وما التفكير الناقد؟ ولماذا يحتاجه أطفالنا في ظل تغيرات العصر المتسارعة؟

سيجيب مقالنا هذا الأسبوع على هذه الأسئلة، كما سيطرح سمات الشخصية الناقدة، وبعض الأساليب والخطوات المتَّبعة مع الأطفال لتطوير التفكير الناقد.

 

ما التفكير؟ وما التفكير الناقد؟

عرّف العلماء على مر العصور التفكير والتفكير الناقد بتعاريف مختلفة، والتفكير بشكل عام هو: “سلسلة من النشاطات العقلية التي ينفِّذها الدماغ عند تعرّضه لأحد المُثيرات الخارجيّة عن طريق الحواس الخمسة، وهو: نشاط عقلي ناتج عن الدماغ الذي يستجيب لملايين أو بلايين المُثيرات المرئيّة، وغير المرئيّة”.

وعُرِّف التفكير الناقد في كتاب (برنامج تنمية التفكير الناقد للأطفال) الصادر عن مركز ديبونو، في الجزء الأول من السلسلة، على أنه: “التمهل في إعطاء الأحكام وتعليقها لحين التحقق من الأمر”.

بهذا التعريف المُبسط نستطيع أن نبدأ مع أطفالنا في تنمية هذه المهارة، وهي التمهل في إعطاء وإصدار الأحكام دون التحقق.

 

لماذا نتحدث عن حاجة أطفالنا إلى هذه المهارة؟

نحنُ أمام مُتغيرات سريعة، أمام عالم مفتوح في ظل التطورات التي يشهدها العالم، ولهذا لا بد من إتاحة الفرصة أمام أطفالنا لاستيعاب المعرفة المتقدمة، وخلق اتجاه عقلي ناضج قادر على الإدراك والتمييز.

وإذا نظرنا إلى القرآن الكريم نجد أن الله -سبحانه وتعالى- يدعو إلى التفكير في مواضع عديدة، فيقول جل وعلا: (كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون).

(الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلًا سبحانك فقنا عذاب النار).

كما يطرح سبحانه وتعالى في آيات كثيرة أسئلة بهدف استثارة التفكير.

وقد يتخوف البعض من التفكير وطرح الأسئلة، وبالأخص من صغار السن، ولكن الله سبحانه وتعالى خصّ الإنسان من بين جميع المخلوقات وميزه بالعقل ليتفكر ويتدبر ويسأل ويبحث عن حل.

إن التفكير الناقد وطرح الأسئلة بحثًا عن إجابات سبيل الإنسان إلى تقوية شخصيته وثبات مبادئه.

وسنطرح لاحقًا في هذا المقال فائدة التفكير الناقد على الأطفال خاصة.

 

ما سمات الشخصية الناقدة؟

عن طريق تقديم بعض الأنشطة للأطفال، أو القصة القصيرة، ومناقشة النشاط أو القصة مع الطفل،

والحوار معه، وإفساح المجال له للتعبير عن رأيه، نوصله إلى بداية الطريق، وهنا نُعدد سمات الشخصية الناقدة:

1-لا يقبل الحوادث والوقائع كما يسمعها.

2- يوجه أسئلة ذات صلة بالموضوع.

3- ذو عقل متفتح على الأفكار الجديدة.

4- ذو قدرة عالية على تحديد المشكلات.

5- لا يُجادل في أمر لا يعرف عنه.

6- يعترف بجوانب النقص لديه.

7- يستمع للآخرين ويبدي اهتماما لما يقولونه.

8- يفصل بين التفكير العاطفي والتفكير المنطقي.

9- يؤمن بأن هناك أخطاء مفيدة.

10- يؤمن بالتغيير المدروس.

11- يتحمل مسؤولياته أمام الآخرين.

قد يجد الأهل أو المعلم صعوبة كبداية، لكن تكرار العملية والتدريب المتواصل سيوصل أطفالنا إلى هذه السلسة من المهارات.

 

بعض الأساليب والخطوات المتبعة مع الأطفال لتطوير التفكير الناقد

طرح أسئلة إجاباتها موجودة في النص بشكل غير مباشر. سيضطر الطفل حينها إلى عمل استدلالات، والحصول على نتيجة ليتمكن من الإجابة.

لعبة الحوار: خلق حوار بين أحد الوالدين أو المعلم عن أمر ما، بحيث يكون لكل واحد منهما موقف ورأي مخالف للآخر، وعلى كل واحد منهما طرح أسئلة على الآخر
حتى يترصد له على خطأ، ويظهر ضعفه في الإقناع، ثم يتبادلان الأدوار.

ويستخدم هذا النوع من الحوار – حوار سقراط- لجذب الطالب للتعلم وجعله يستمتع بذلك.

 

نتائج التفكير الناقد

-الاستقلالية في التفكير.

-التحرر من التبعية.

-القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة.

 

بعد هذه النتائج قد ندرك جزءًا بسيطًا من أهمية هذه المهارة، لنا ولأطفالنا، ولنا أن نتخيل كم سيكون لدى أطفالنا هذا النوع من أسلوب الرد والحوار بالمنطق، وهو أمر إيجابي للطفل بداية، وللمجتمع كله.

وكما يُقال فالتفكير الناقد: سلوك إنسانيّ على شكل عمليّة ذهنيّة.