الكتابة وسيلة تواصل مهمة قاسمتها وسائل التواصل الحديثة المجال فأفقدتها بعضًا من أهميتها.
والكتابة السليمة مهارة مكتسبة، تتطلب الممارسة والمداومة عليها، ومع أن الحاجة إلى الكتابة أصبحت أقل مما كانت عليه في الماضي، إلَّا أن فائدتها والمنافع التي تعود بها على الإنسان ما زالت موجودة، ولن يحل محلها أي وسيلة أخرى مهما كثرت البدائل.
ولكي يحصل الطفل على الفائدة المرجوة من الكتابة، يجب على المربين تشجيعه عليها وتوفير البيئة المناسبة والوسائل اللازمة التي تدفعه إلى الكتابة والتعبير وتشجعه عليها منذ صغره.
يتعلم الطفل الكتابة الصحيحة والالتزام بقواعد الإملاء والخط بالممارسة، كما يتحسن خطه وتتطور مهاراته الحركية الدقيقة.
ولكن فائدة الكتابة لا تقف هنا وحسب، بل إن الكتابة تمنحه طريقة للتعبير عن نفسه وعما في داخله، وتساعده على النضج الفكري والعاطفي.
وقدرة الإنسان على تحويل أفكاره ومشاعره إلى كلمات تعني أنه قادر على التعبير عن نفسه، والتفكير والتحليل والوصول إلى حل لمشاكله.
وليقبل الطفل على الكتابة ننصح المربين بعدم إجبارهم عليها، أو معاملتها كواجب مدرسي يحتاج إلى تصحيح وتقويم، وعدم فرضها كنوع من أنواع العقاب، بل يجب أن تكون الكتابة أمرًا مسليًا يقبل عليه الطفل بنفسه ويشعر فيه بالتشجيع والتحفيز.
نطرح في هذا المقال 5 طرق عملية تشجع الطفل على الكتابة، كما سنعرض كتابين مميزين من إصدارات دار أسفار يشجعان الطفل على كتابة أفكاره ومشاعره.
1. الكتابة لا تحتاج دائمًا إلى قلم
أدوات الكتابة غير محدودة، حاولوا التغيير وتجربة أنواع مختلفة من الكتابة مع أطفالكم، مثل:
– الكتابة بالطباشير على الأرضيات في ساحات المنزل أو في حديقة الحي.
– الكتابة على السبورة ليشعر الطفل بشعور المعلم، ويجرب لذة مسح المكتوب ومشاهدته يختفي أمام عينه.
– السبورة المائية، يباع هذا النوع من السبورات في محلات الأطفال ومحلات الألعاب، وهي مناسبة للطفل في عمر صغير جدًا، حيث إنها آمنة، ولن تتسبب في اتساخ الجدران أو الأثاث، كما أن الكتابة فيها مؤقتة تختفي مع جفاف الماء فيستمتع الطفل بمشاهدة كتاباته تتلاشى شيئًا فشيئًا.
– الكتابة بالأصابع، هذه الطريقة مناسبة للأطفال في بداية رحلتهم مع الكتابة، فقد يكون مسك القلم صعبًا ومملًا في البداية، وبإمكانهم التنقل بين استخدام القلم واستخدام أصابعهم مع بعض الألوان الآمنة، أو الكتابة بأصابعهم على الرمل والطين.
وهذه الطريقة فعالة في إكسابهم القدرة الجسدية اللازمة للانتقال إلى الكتابة باستخدام القلم.
2. الكتابة بلوحة المفاتيح
لوحة المفاتيح أداة جديدة من أدوات الكتابة، واستعمالها بسرعة وكفاءة مطلب من مطالب العصر الحديث.
الأهم ألَّا يكون استعمالها استغناءً عن الورقة والقلم، وألَّا يترتب عليها تهميش قواعد الكتابة الصحيحة، والأفضل الجمع بينهما، فالهدف الأهم من الكتابة هو القدرة على صياغة الأفكار والتعبير عنها في عبارات واضحة.
3. الكتابة عن أمور واضحة ومحددة
قد يجد بعض الأطفال صعوبة في صياغة أفكارهم وما يدور في أذهانهم، ولذلك ننصح بإعطائهم مهامًا واضحة ومحددة ليكتبوا عنها، وتعينهم على التدرج في الكتابة إلى التعبير عن أفكارهم الخاصة بحرية، مثل:
– كتابة بطاقات إهداء وبطاقات شكر وبطاقات اعتذار.
– إعادة كتابة قصته المفضلة.
– تسجيل المهام والتواريخ المهمة في التقويم أو في الروزنامة.
– المساعدة في كتابة قائمة المشتريات.
4. التدرج إلى الكتابة الأدبية الإبداعية
عندما يعتاد الطفل على الكتابة وتتطور مهاراته الكتابية تأتي مرحلة اكتشاف جانبه الأدبي والكشف عن إبداعه، وبإمكان المربي تشجيعه على كتابة بعض المواقف التي تواجهه، وتدوين المواقف والذكريات التي يمر بها في حياته اليومية، ليتعرف على كيفية صياغة العبارات وانتقاء الكلمات، ويتكون عنده أسلوبه الخاص في الكتابة والتعبير.
ومن الأمور الأخرى التي يستطيع الأطفال واليافعون الكتابة عنها:
-آراؤهم في الكتب التي قرأوها والأفلام التي شاهدوها، وبالإمكان مشاركة هذه الآراء مع أقرانهم أو نشرها على بعض المواقع المخصصة لتقييم الكتب والأفلام على شبكة الإنترنت.
-كتابة رسائل إلى مؤلفي كتبهم المفضلة وإلى المكتبات ودور النشر، مما يزيد ارتباطهم بالكتب والكتابة وتعلقهم بها.
– كتابة قصتهم الخاصة.
5. كتب تفاعلية بمساحات فارغة تطلب من الطفل الكتابة فيها
(الحلزون الصغير والمغامرة الكبيرة)
(أبو الحناء الصغير والمغامرة الكبيرة)
كتابان تفخر دار أسفار بترجمتهما إلى اللغة العربية عن اللغة البولندية.
ما يميزهما أنهما قصة تفاعلية ليست كبقية القصص..
يشارك الطفل في تأليفها عن طريق مساحات مخصصة تطلب منه كتابة مشاعره وأفكاره.
فقد تطلب منه أن يساعد أبطال القصة في تجاوز مشكلاتهم، أو أن يتخيل نفسه مكانهم ويصف شعوره.
أو أن يضيف رسمة نسيتها الرسامة، أو يكتب أشياء يحبها وأشياء أخرى لا يحبها.
والكثير من الطلبات والمواقف الخيالية وغير الخيالية التي تساعده على أن يعبر عن مشاعره، ويحلق بخياله في عالم المخلوقات الصغيرة.
ليحتفظ الوالدان بالكتاب وقد شارك طفلهما في تأليفه.