يقال “القراءة للجميع إلَّا أن بعضنا لم يجد كتابه المناسب بعد”.
بعض الأطفال يقرأون دائمًا وبشكل يومي، ويتحمسون لاقتناء كتاب جديد وقراءته، وبعضهم يقرأ إذا وجد كتابًا يناسبه، وبعضهم يرفض القراءة قطعيًا بل أنه يفضل القيام بأي عمل آخر مهما كان شاقًا على أن يقرأ.
فما الأسباب التي تجعل الطفل يكره القراءة؟
في هذا المقال سنذكر أبرز هذه الأسباب، ونقترح حلولًا لها وطرقًا لعلاجها.
لأنه يواجه صعوبات في القراءة
مهارات اللغة والكلام من المهارات التي تتطور مع مرور الوقت، وتختلف من طفل إلى آخر.
فالطفل الذي يواجه صعوبة في هذه المهارات يواجه صعوبة أكثر في القراءة أو الاستماع إلى شخص آخر يقرأ له، ولهذا يجب مراعاة الفروق الفردية لدى الأطفال، والعمل على تسهيل الصعوبات التي يواجهوها.
لأنه غير محاط بالقراءة والكتب والقراء
التقليد هو الوسيلة الأولى التي يتعلم بها الطفل، ويكتسب بها أغلب تصرفاته وعاداته، فإذا كان الطفل غير محاط بالقراءة والكتب، ولا يراها تمارس حوله، فلن يقدم على القراءة بنفسه، فالطفل يحتاج إلى القدوة التي يحاكيها، كما يحتاج أن يكون محاطًا بكتب تناسبه وتماشي ميوله وتجذب انتباهه.
وتكون القراءة والكتب بابًا لفتح نقاشات بين أفراد العائلة، وموضوعًا يتحدث فيه الطفل مع والديه وأفراد عائلته.
لأنه لا يقرأ للمتعة
يحب الأطفال اللعب والمتعة، وعندما تخلو تجربة الطفل مع القراءة من عنصر المتعة، فلن يقدم الطفل بنفسه
عليها وقد يرفض القراءة كليًا.
ولتنشئة طفل قارئ يجب أن تكون الغاية والهدف الأول أن يقرأ للمتعة، فعندما يقرأ الطفل للمتعة سيكون
متحمسًا للقراءة، ولزيارة المكتبة واقتناء كتب جديدة، وسيحرص على إحضار الكتب معه في تنقلاته، وستكون القراءات أحد الأنشطة التي يقدم عليها بنفسه ويقضي بها وقت فراغه.
لأنه يشعر أن القراءة من الواجبات والمهام الإجبارية
الإنسان لا يحب الأمور التي يكون مجبورًا عليها، والأطفال بشكل خاص، فعندما يشعرون أنهم مجبرون
على شيء ما، سيحاولون التهرب والتملص منه.
ومن الأمور التي تشعر الطفل أن القراءة واجب إجباري:
– إجبار الطفل على القراءة والإلحاح عليه.
– الاستنقاص من الأنشطة التي يستمتع بها الطفل، كمقارنة مشاهدة التلفاز واللعب بالقراءة.
– التقليل من نوعية الكتب التي يفضلها ومقارنتها بأنواع أخرى، كتفضيل الكتب العلمية على القصص الخيالية.
– تحويل وقت القراءة إلى وقت لتعليم وتحسين النطق وتهجي الكلمات.
– فوائد القراءة على مستوى الطفل التحصيلي والعلمي كبيرة، ولكن هذا لا يعني أن يكون وقت القراءة كله وقتًا للتعليم، فعندما يسأل الطفل عن كلمة لم يستطع نطقها قد يكون من الأنسب الاكتفاء بسماعها منك واستكمال القراءة حتى وإن لم يستطع نطقها في تلك اللحظة.
أو إذا واجهته صعوبة في فهم معاني إحدى الكلمات، فالأفضل إجابته بالمعنى مباشرة، بدلًا من إعطائه تلميحات وأسئلة ليستنتج المعنى بنفسه.
هذه الطرق وإن كانت طرق تعليمية فعالة، إلَّا أن تحويل كل سؤال في وقت القراءة إلى فرصة للتعليم قد ينفر الطفل من القراءة وتسلب منه الاستمتاع بها.
لأنه لم يجد الكتاب المناسب بعد
الطفل وباختصار يحتاج إلى البيئة المناسبة لكي يكون قارئًا نهمًا.
والبيئة المناسبة هي التي يشعر الطفل فيها بالراحة والأمان والحرية في الاختيار والتعبير عن نفسه، والتدرج في مهاراته وإمكانياته دون مقارنة مع أقرانه أو وضع توقعات أخرى، كسرعته في القراءة ونوع الكتب وحجمها ومحتواها ونتائجها على مستواه التحصيلي أو مهاراته الاجتماعية.
وهي البيئة التي يتوفر له فيها كتب يستمتع بقراءتها وتتماشى مع ميوله، وتكون القراءة من الممارسات التي يراها حوله، وأحد الأنشطة التي يشاركه فيها والداه عن طريق القراءة له أو رؤيتهم يقرأون والاقتداء بهم.
والبيئة الآمنة أيضًا تقتضي ألَّا يشعر الطفل بأن ميوله مستنقص منها، أو أنه مجبر على كتب لا تتناسب مع
اهتماماته ومهاراته ومستواه.