الإنترنت سلاح ذو حدين، له إيجابيات وسلبيات، وتحدد طريقة استعماله أيهما يطغى على الآخر، فعندما
يدرك المربون مخاطر الإنترنت ويحاولون تجنبها قدر إمكانهم وحفظ أطفالهم منها، تطغى إيجابيات الإنترنت
على سلبياته، ويكون استخدام أطفالهم له عائدًا عليهم بالمصلحة والفائدة.
في هذا المقال سنقدم لكم أبرز المخاطر التي تواجه الأطفال في عالم الإنترنت، ونصائح وإرشادات لكيفية التعامل معها وتحقيق الموازنة بين الاستفادة من إيجابيات الإنترنت مع تجنب أضراره.
1- ضياع الوقت
تسرق التكنولوجيا الحديثة من أطفالنا أوقاتهم الثمينة، فعالم الإنترنت يمتاز بالسرعة والتجدد، والتفاعل الفوري مما يجعله ممتعًا وجاذبًا للأطفال وقادرًا على إلهائهم لساعات طويلة دون ملل.
ولهذا فإن أهم خطوة يجب على الوالدين مراعاتها عند اتخاذ قرار شراء جهاز إلكتروني لأطفالهم، هي تحديد وقت يراعي مرحلة الطفل العمرية وظروفه -كأيام المدرسة والإجازة-، لضمان عملية الموازنة التي تضمن
للطفل الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة دون أن تتسبب بضرر كبير عليه، أو أن تمنعه من ممارسة اللعب
والقراءة وتنمية مهاراته البدنية والعقلية.
2- المحتوى العنيف وغير اللائق
أكبر خطر يواجه الأطفال عند استخدام الإنترنت هو المحتوى غير الموثوق، والذي إذا لم يكن للوالدين دور في انتقائه ومراقبته، فسيكون في الغالب سيئًا وغير مناسب للأطفال.
لهذا يجب على المربين وضع قوانين صارمة واختيار المواقع والتطبيقات التي يستعملها الأطفال بعناية فائقة، والاستعانة بالأدوات التي تتيح لهم السماح بمواقع محددة وحجب غيرها، ومن المهم جدًا ألّا يستخدم الأطفال أي تطبيق أو موقع يمكّنهم من التحدث مع الغرباء ومجهولي الهوية كوسائل التواصل الاجتماعي
بأنواعها، والحديث معهم وتحذيرهم من خطر التحدث مع مجهولي الهوية، أو تحميل ملفات غير موثوقة.
3- خرق الخصوصية
يثق الأطفال بالكبار ثقة مفرطة ويسهل خداعهم واستغلال براءتهم أو سرقة معلوماتهم، فهم غير مدركين لخطر انتشار معلوماتهم الشخصية بين الناس، ولهذا يجب الحديث معهم عن أهمية الحفاظ على معلوماتهم الشخصية وصورهم وعدم نشرها أو مشاركتها مع الآخرين، وعدم استعمال البرامج التي تطلب تحديد موقع الطفل، أو تشاركه مع المجهولين.
كما يجب على الوالدين عدم نشر معلومات أبنائهم الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي كأسمائهم وعنوان المنزل وأسماء مدارسهم.
4- الابتزاز والاستدراج
قد يتيح الإنترنت للناس فرصة التعرف على أصدقاء وشخصيات رائعة، والاستفادة من خبراتهم ومعارفهم، والاستمتاع بصداقتهم، ولكنه أيضًا مكان يمارس فيه بعض الأشخاص إيذاء غيرهم بحرية وسرية، وقد شاع هذا النوع من التنمر الإلكتروني، وانتشر حتى أصبح ظاهرة منفصلة لها خصائصها وسماتها.
ولهذا نؤكد مرة أخرى على أهمية الحديث مع الأطفال عن هذا الخطر، وملاحظة تصرفاتهم والانتباه لأي تغير قد يطرأ عليهم.
5- الإعلانات واستهداف الأطفال
يتأثر الأطفال بالإعلانات تأثرًا بالغًا، مما يجعل استهدافهم عملاً غير أخلاقي، وهناك محاولات للحد من هذا الاستغلال بسن قوانين وأنظمة دولية تمنع تعريض الأطفال للإعلانات تعريضًا مكثفًا من قبل المسوقين، فالشخص الراشد عندما يرى إعلانًا تجاريًا لا يصعب عليه تمييز أنه إعلان، وأن بعض الادعاءات والوعود الخيالية التي يقدمها غير ممكنة بل حتى مستحيلة.
أما الطفل الصغير فهو غير قادر على تمييز هذه الخدع التسويقية، وإن كانت واضحة جدًا لنا نحن الكبار، كما أن الكثير من الإعلانات تقوم على استغلال الطفل عاطفيًا، كأن يبدأ الإعلان بمشهد للأم والأب وهما يحتضنان طفلهما بكل سعادة وينتهي بالعائلة مع المنتج المعلن عنه، فترتبط عند الطفل هذه الاحتياجات الإنسانية الطبيعية كالحب والحنان والإشباع العاطفي، بالاستهلاك المادي، ويشعر أن الحصول على هذا المنتج رغبة وحاجة ملحة.
ولهذا فإننا ننصح الوالدين بانتقاء التطبيقات والمواقع الخالية من الإعلانات، وتقليل تعرضهم لها قدر الإمكان.
7-الكسل والامتناع عن ممارسة الأنشطة الجسمانية
يحتاج الإنسان إلى الحركة والنشاط الجسماني ليحافظ على صحته والوقاية من الأمراض، ويعد الكسل مشكلة جسيمة تواجه الأطفال في عصرنا الحالي، فقد أسهمت الأجهزة الإلكترونية في نقص مستوى النشاط الجسماني لدى الأطفال، حتى أصبحت قلة الحركة أحد أكبر مسببات السمنة والأمراض لدى الأطفال.
لهذا ننصح المربين بإعطاء أهمية بالغة للرياضة واللعب، كأن تخرج العائلة إلى الحديقة العامة، أو أن يمارس الوالدان المشي والركض مع أطفالهم، أو تسجيل الأبناء في أندية رياضية يمارسون فيها أنشطة تناسب ميولهم وتجمع بين المتعة والفائدة.
6- العزلة الاجتماعية والخوف من الاندماج مع الآخرين
فتح الإنترنت للإنسان باب التعرف على الناس من مختلف الأجناس والأعراق والثقافات، وأصبحت بسببه
معارف الإنسان أكثر وأوسع.
وعلى الجانب الآخر، فإن الحديث مع الآخرين عن طريق الأجهزة يختلف اختلافًا تمامًا عن التفاعل المباشر وجهًا لوجه، والطفل الذي يقضي معظم وقته على الإنترنت تزداد عزلته الاجتماعية، فيتجنب التعرف على الأصدقاء والاندماج مع الآخرين، مما يفقده مهارات اجتماعية مهمة في تكوين شخصيته واستقلاله وذكائه العاطفي.